كشفت دراسة علمية حديثة أن خمسة وسبعين في المئة من الحيوانات المفترسة الكبيرة، بما في ذلك الأسود والذئاب والدببة، تشهد نقصا ملحوظا في أعدادها.
وأشارت الدراسة، التي نشرتها مجلة “ساينس” الأمريكية المهتمة بتقدم العلوم، إلى أن غالبية تلك الأنواع تراجعت بأكثر من 50 في المئة عن معدلاتها السابقة .
وقال الباحثون في الدراسة إن انقراض الحيوانات المفترسة قد يكون له أضرارا ضخمة على النظام البيئي حول العالم ، حيث أن تلك الحيوانات تلعب دورا بيئيا مهما
فما هي أسباب انقراض الحيوانات وما فوائد بقاءها في العالم ؟ .
تعريف الانقراض :
الانقراض في علم الأحياء ، هو نهاية وجود كائنٍ حيّ ما أو مجموعة من أنواع الكائنات الحية .
وتُعتبر لحظة موت آخر أفراد النّوع هي لحظة الانقراض عمومًا، على الرغم أنّه من الممكن أن يفقد أفراد هذا النوع القدرة على التكاثر والشفاء قبل تلك اللحظة.
كيف ننقذ الحيوانات المفترسة
أسباب انقراض الحيوانات المفترسة
- الجفاف والتغير المناخي :
قلة مياه الأنهار وانخفاض مناسيبها والتي توفر الماء اللازم لشرب الحيوانات وبقاؤها حية من اسباب انقراض الحيوان عموما والمفترس خاصة . - إزالة الغابات :
الامتداد العمراني البشري نحو الغابات ، مما أدى الى قطع ما فيها من أشجار ، أو الرغبة والحاجة الى الأخشاب ، وهذا بدوره أدى إلى انقراض الكثير من الحيوانات خاصة تلك الحيوانات التي تعيش في نظم بيئية متكاملة في الغابة
3. الصيد الجائر :
غالبا ما تؤدي علميات الصيد الجائرة للحيوانات إلى استنفاذ بعض الأنواع من الحيوانات أو بقاء أعداد قليلة منها تكون عرضة للانقراض والاختفاء من كوكب الأرض في أي وقت، إذ غالبًا ما يستهدف الإنسان الحياة البرية من خلال قتل أو أسر الحيوانات ولعدة أسباب مثل قتلها للحصول على الغذاء أو من أجل الريش أو الفراء أو الزيت أو الدواء. وقد ساعدت التكنولوجيا الإنسان في مجال الصيد كثيرًا فأصبح بإمكانه اصطياد أعداد كبيرة من الحيوانات في نفس الوقت
4. التلوث البيئي :
مخلفات مصانع الأسمدة والكيماويات ، والنفايات الذرية ،
مما ادى الى تلوث النباتات ، والجو والهواء ، تلوث مياه الانهار .
غالبًا ما يؤثر التلوث على حياة الحيوانات فيعرضها للانقراض، والتلوث له صور عديدة مثل إدخال مواد كيميائية سواء للتربة أو الماء أو الهواء وهذا من شأنه أن يتداخل مع عملية التمثيل الغذائي للحيوانات التي لا تستطيع التكيف معها فتموت جراء ذلك واحدة تلو الأخرى، ويمثل التلوث الهوائي بإدخال العديد من الملوثات مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجي إما ملوثات التربة والماء فتشمل المعادن مثل الزئبق والرصاص والكادميوم وحبيدات الآفات ومركبات مبيدات الأعشاب، إذا تعمل هذه العناصر سويا وهو الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تسارع في معدلات الانقراض ويلاحظ أن الحيوانات ذات الأحجام الكبيرة والنادرة هي الأكثر عرضة للانقراض أكثر من الصغيرة التي يمكن أن تتكيف مع بعض الأحوال البيئية الملوثة
5. جفاف الآبار ونقصان المياه الجوفيه :
حيوانات مفترسة مهددة بالانقراض
نمر (النمر دجلة)
هذا النوع من النمور ينتشر بشدة فى غابات وليام بليك أو “غابات الليل” كما هو معروف، ولعل سلوك البشر من المطاردة الدائمة لهذا الحيوان بهدف الصيد غير المشروع، إضافة إلى قطع وحرق الاشجار، قد قللت بشكل كبير من وجود بيئة مناسبة لبقاء هذا الحيوان، والتي تتطلب نطاقات واسعة من الاعشاب والاشجار الكثيفة التي تشكل الجزء الأكبر من وجباتهم الغذائية، ويشكل الصيد غير المشروع واستخدام أجزاء الجسم في “الطب” الآسيوي أكبر تهديد للنمور، حيث يعتقد أن عظامها وأعضائها لهما قوى علاجية سحرية.
نمر الثلج
النمر الثلجي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنمر العادى وفقًا للتحليل الجيني، وربما لا يزال عدده أقل من 6500 في البرية، على الرغم من التضاريس الجبلية البعيدة التي تفضلها هذه الأنواع، وطبيعتها المراوغة، حيث يصعب الحصول على البيانات وأكبر عدد منها في الصين ومنغوليا والهند وقيرجيزستان وتعيش على افتراس فرائسها الطبيعية كالأغنام الزرقاء، ولكنها تعتمد في بعض المناطق بشكل كبير على الحيوانات الأليفة، ولا يزال الصيد الجائر يشكل تهديدًا كبيرًا للأنواع.
الأسود
حذر علماء وباحثون من خطورة انقراض الأسود التي تعيش في البراري، من جراء ما تتعرض له من اعتداءات، سواء كانت من محيطها في البيئة التي تعيش فيها، أو من تهديدات خارجها كتلك التي يمثلها البشر.
وذكر أحد الباحثين أنه نفق ما يقرب من 200 ألف أسد قبل قرن، ويعتقد أن عدد الأسود في البرية حاليا لا يتجاوز 20 ألف أسد، محذرا من احتمال تراجع هذا العدد يوما بعد يوم.
- وحيد القرن Ceratotherium simum
أصبح وحيد القرن الأبيض من أشهر الحيوانات التي تسمع عن اصطيادها بسبب قرونها التي يبيعها الصيادون لشراة من آسيا خاصة العرق الأصفر الذي يعتقدون أنه جالب للحظ في أمور الدنيا، ويتناول الصيادون لحمه البنفسجي.
وهو من الحيوانات التي تتغذى على أوراق الأشجار، والشجيرات
إلا أنه شديد الخطورة
الذئاب :
الذئاب من فصيلة الكلبيات ،
وتتغذى الذئاب على الغزلان والراكون والثدييات الصغيرة مثل الأرانب والفئران .
ذئاب أقصى الشمال من الذئاب المنقرضة وهي ذئاب كانت تعيش في شبه جزيرة كيناي ووصل وزنها إلى 90 كيلوجرام، وكانت هذه الذئاب تتجول في شبه جزيرة كيناي في ألاسكا، ولكن مع إندفاع البشر في البحث عن الذهب في القرن التاسع عشر كان بداية النهاية بالنسبة لهم، وتشمل ذئاب أقصى الشمال التي تعتبر الآن منقرضة ذئب برنارد، وذئب كولومبيا البريطانية .
الذئاب الأوروبية الجهود المبذولة لإنقاذ السلالات الأوروبية الفرعية الستة من الذئب الرمادي من الإنقراض عن طريق تكاثرها في الأسر وإعادتها إلى البرية كانت مثيرة للجدل لكنها ناجحة إلى حد كبير، ويرى مركز الذئب الدولي أن أعداد الذئاب في أوروبا مستقرة في معظمها وتتزايد قليلا .
ذئاب آسيا وأفريقيا حدد المركز الدولي للذئاب ستة أنواع فرعية من الذئاب الرمادية في آسيا وأفريقيا التي تعتبر من الذئاب المنقرضة، ويلاحظ وجود عدد صغير من الذئاب المعرضين لخطر الإنقراض في مصر، أما بالنسبة لبعض الذاب الأخرى فهم مدرجون على أنهم مستقرون ولكنهم ينخفضون قليلا في جنوب وغرب آسيا
لماذا يجب علينا أن نحدّ من أسباب انقراض الحيوانات المفترسة :
قد يسأل قائل ولماذا تهتمون بأمر بقاء هذه الحيوانات المفترسة ؟
والجواب ، أن الحيوانات المفترسة لها فوائد في عالمنا وعلى الأرض، فيمكن للحيوانات المفترسة كبيرة الحجم أن تساعد في ضمان استمرار أداء النظم الإيكولوجية لوظائفها.
– واذا نظرنا الى حالة غرب أفريقيا، حيث تناقصت أعداد الأسود والنمور بشكل كبير ومفاجئ ، وكلا النوعين من هذه الكائنات تصطاد قردة البابون التي يطلق عليها “رباح الزيتون”، والتي بدورها تحب أكل الظباء الصغيرة، والماشية، والمحاصيل الغذائية التي يستخدمها البشر أيضاً.
وقد أسفر انخفاض أعداد الأسود والنمور عن زيادة أعداد قردة البابون هذه وعن المزيد من المنافسة على الغذاء مع البشر. وفي بعض المناطق، اضطرت هجمات البابون على الحقول الأسر إلى ابقاء أطفالهم في منازلهم وعدم ارسالهم إلى المدارس حتى يتمكنوا من حماية محاصيل الأسر.
– وكذلك، ولأن الحيوانات المفترسة غالباً ما تطارد الفرائس المريضة، فإنها تقلل من انتشار الأمراض بين هذه الفرائس، وهذا يمكن أن يحد من انتشار الأمراض بين الحيوانات البرية والحيوانات المستأنسة، ويقلل أيضا مما يرتبط بذلك من تكاليف خاصة بالرعي وتربية الحيوانات.
-كما تساعد الحيوانات المفترسة الكبيرة في تنظيم خدمات النظام الإيكولوجي، مثل تخزين الكربون، والحد من تآكل التربة، والحفاظ على جودة المياه.
وعن طريق استمرار إبقاء الحيوانات العاشبة تحت السيطرة، فإن ذلك يسمح للنباتات – التي تمتص ثاني أكسيد الكربون وتخزنه – بالنمو والازدياد.
وعلى سبيل المثال، فإن تعرض موئل كبير للحيوانات المفترسة لفيضان مياه وتكون خزان مياه لبحيرة غوري في فنزويلا أدى إلى تكوين مجموعة من الجزر الصغيرة جداً. وأسفر ذلك عن تجزئة موطن النمور المرقطة، والأسود الجبلية، وحيوانات مفترسة أصغر حجما، مما أدى إلى انقراضها من المنطقة في نهاية المطاف. ونتيجة لذلك، ارتفعت كثافة تواجد القوارض، والقرود من نوع سعدان العواء، والإغوانا – وهي أحد أنواع السحليات العاشبة، والنمل القارض لأوراق الشجر، مما أدى إلى انخفاض حاد في كثافة شتلات الأشجار والشجيرات، وبالتالي فإن كميات ثاني أكسيد الكربون التي تخزنها المنطقة حاليا تقل عما كان عليه الحال من قبل.
-وفي شمالي أمريكا الشمالية، تحد الذئاب من تزايد أعداد الموس وهو أحد أنواع الأيائل. وحيث إن الموس لديه شهية كبيرة لتناول شتلات الأشجار، فإن الحد من أعداده يؤدي إلى تزايد أعداد الأشجار، وزيادة امتصاص الكربون وزيادة صافي الإنتاجية، وكل ذلك يساعد في التخفيف من آثار تغير المناخ.
ومن خلال افتراسها للحيوانات العاشبة التي تعيش على زراعات ضفاف الجداول المائية، فإن الحيوانات المفترسة الكبيرة تساعد أيضاً بطريقة غير مباشرة في الحد من تآكل التربة وتحسين نوعية المياه.
كما أن الحيوانات المفترسة الكبيرة مهمة بالنسبة للمحيطات. فعلى سبيل المثال، فإن ثعالب البحر تتغذى على قنافذ البحر. وعندما لا تفعل ذلك، تتزايد أعداد قنافذ البحر التي تتناول المزيد من عشب البحر، وهو نبات كبير الحجم ينمو تحت الماء ويعمل على تخفيف حدة الموجات والتيارات الساحلية، ويقلل من تآكل المناطق الساحلية. وعشب البحر أيضاً يمتص ويخزن الكربون. ويمكن لاستعادة أعداد ثعالب البحر في أمريكا الشمالية إلى وضعها الطبيعي للحد من أعداد قنافذ البحر أن تؤدي إلى تخزين ما بين 4.4 و 8.7 مليون طن من الكربون في غابات عشب البحر.
وان الأسود والنمور يمكن لها أن تحد من تكاثر بعض الحيوانات المفترسة كالخنزير البري والضبع .